وحين اقترض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن أبي رَبيعة المخزومي قبل حُنَين ردَّ إليه القرض بعد الغزوة، وقال له: «بارَك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد» (¬2)، وكلمة شكر وعبارة حمد لا يخسر قائلها شيئًا، ولا تُكلِّفه جهدًا، ولكنها تعود عليه بكسب ود المحسن، وائتلاف قلبه، وتحريضه على مزيد من الخير.
وإن سيدنا موسى عليه السلام حين سقى للمرأتين، ثم تولى إلى الظل لم يلبث كثيرًا حتى لقي جزاء إحسانه من والد المرأتين، الذي أوتي الحكمة، ويدرك ضرورة مكافأة المحسن، فجاءت إحداهما تقول: {... إنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ...} [القصص: 25]، وإن عُروة بن مسعود - رغم شركه - حين أغلظ له أبو بكر بكلمة قاسية في مفاوضات صلح الحديبية لم يزد في تعليقه على كلمة أبي بكر أكثر من قوله: «أما والله، لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها،
¬_________
(¬1) صحيح الجامع برقم 4999 (صحيح).
(¬2) مسند أحمد 4/ 36 ورواه النسائي وابن ماجه وابن السني وسنده جيد (بلوغ الأماني 15/ 84).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق