ومن احترام العلماء عدم الخوض معهم في نوادر المسائل، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغلوطات، قال الأوزاعي: (الغلوطات شداد المسائل وصعابها) (¬3)، وقد ورد في الحديث الصحيح: «لا تَعَلَّموا العلم لتُهَابوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء، ولا لتجزئوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار» (¬4)، فليحذر الذين يسألون ليجادلوا، أو ليختبروا، لا ليتعلموا. فإن شأن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - التوقير والإجلال للعلم وأهله، و «ليس منا مَن لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» (¬5).
وكما وجب الاحترام للعالِم، فإن للمتعلم حقَّه من التوقير والإكرام، يروي أحمد في حديث وفد عبد القيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزلهم ضيوفا على الأنصار: «فلما أن أصبحوا»، «قال: كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم، وضيافتهم إياكم؟» «قالوا: خير إخوان: ألانوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطْعَمنا، وباتوا وأصبحوا يُعلِّمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى، وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -» (¬6)، وأوضح من ذلك ما جاء في الحديث
¬_________
(¬1) صحيح البخاري الحديث 6051 - ورواه أحمد 2/ 234 واللفظ له.
(¬2) صحيح مسلم - كتاب الإِيمان - باب 1 - الحديث 7 - 10 (شرح النووي 1/ 278).
(¬3) مسند أحمد 5/ 435.
(¬4) صحيح الجامع - الحديث 7370 (صحيح).
(¬5) صحيح الجامع - الحديث 5443 (حسن).
(¬6) مسند أحمد 3/ 432.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق