قال: «يا رسول الله! قل لي قولًا ينفعني، وأقلل عليَّ لعلِّي أعيه»، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تغضب» (¬1)، وهذا الحرص على تحصيل ما ينفع إِذا استمر نمت شخصية المسلم وارتقت.
وإن الشخصية التي لا تنتفع بالنصيحة، ولا تتأثر بالموعظة، ولا تستفيد من الفرص، يكون قد أصابها الشلل أو الموت، لذلك (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع) (¬2)، وعندئذٍ يكون المرء قد فقد قابلية الانتفاع والتأثر، وغطَّى قلبَه الرانُ.
وإن رجلًا مثل قبيضة بن المخارق - كبير السن حي القلب - يسعى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا قبيضة! ما جاء بك؟»، يقول قبيضة: «كبرت سني، ورق عظمي، فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله عز وجل به ..» (¬3) فعلّمه بعض الأدعية، فهل ترى نفسك بهذه الهمة وهذا الحرص رغم مزيد قدرتك وفائض طاقتك؟ قل «اللَّهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني» (¬4).
وفي قصة أبي هريرة مع الشيطان حين علَّمه آية الكرسي، يقول الراوي في آخر الحديث في وصف الصحابة: (وكانوا أحرصَ شيءٍ على
¬_________
(¬1) مسند أحمد 5/ 34، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7373.
(¬2) صحيح سنن أبي داود للألباني - الصلاة - باب 367 - الحديث 1369/ 1548 (صحيح).
(¬3) مسند أحمد 5/ 60.
(¬4) صحيح ابن ماجه للألباني - كتاب الدعاء - باب 2 - الحديث 3091/ 3833 (صحيح).
Post Top Ad
إعلانك هنا
السبت، 5 يونيو 2021
411 كتاب: هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا الصفحة
التصنيف:
# هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا
عن Tech News
هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا
Marcadores:
هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
أعلن هنا
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق