وقال تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل(1)}، وقال تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل(2)}.
قال الراغب في ((مفردات القرآن)): ابن السبيل المسافر البعيد عن منزله نسب إلى السبيل لممارسته إياه.اهـ وكذا قال ابن كثير والقرطبي عند تفسير هذه الآيات المذكورة أن ابن السبيل هو المسافر.
فيؤخذ من هذه الآيات:
أن إعطاء المسافر المنقطع ما يوصله إلى بلده من البر.
أن أحق ما ينفقه الإنسان من الخير على بعض المستحقين ومنهم المسافر.
أن إعطاء المسافر المنقطع من الإحسان الذي أمر الله به.
أن المسافر إذا أجنب ولم يجد الماء يتيمم ويصلي.
أن المسافر المنقطع له حظ من خمس الغنيمة.
أن المسافر المنقطع عن النفقة من المستحقين للزكاة.
التأهب للسفر الطويل
في حديث كعب بن مالك الطويل.. قال: ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة(3)غزاها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد.
أخرجه البخاري رقم (4418)، ومسلم (2769).
وفي هذا الحديث نفسه أن كعبا قال: فتجهز رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والمسلمون معه، وانظر باب المسافر يتزود لسفره، فقد ذكرنا فيه حديث ابن عباس في سبب نزول قول الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}.
__________
(1) ? ... سورة الأنفال، الآية:41.
(2) ? ... سورة التوبة، الآية:60.
(3) ? ... غزوة تبوك كما في الحديث نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق